Annonce

*** مبروك الادماج المباشر *** مبروك الادماج المباشر*** مبروك الادماج المباشر *** *** ***

dimanche 20 juillet 2008



كثيرا ما يلقى بمسؤولية عطالة الأطر العليا على المعطلين أنفسهم في محاولة لتجاوز الحقيقة و القفز عليها إلى منطق الأحكام المرتجلة و التهم المجانية وصولا إلى الإقصاء و ما فيه من إدانةو الواقع أن عطالة الأطر العليا لها أسباب موضوعية لعل أهمها مرتبط بقطاع التعليم , و الذي أعلن عن إفلاسه في التقرير الصادر عن البنك الدولي تحت عنوان الطريق غير المسلوك : إصلاح التعليم في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا , و هو التقرير الذي لازم فيه المغرب منزلة " أقل الدرجات " في أكثر من مؤشر, ثم جاءت تصريحات السيد وزير التربية الوطنية لتؤكد الحاجة إلى إصلاح المنظومة التربوية بعد اعترافه أمام برلمانيين بأن 40 في المائة من التلاميذ لا يكملون دراستهم بعد أن غادر مقاعد الدرس أكثر من 380 ألف طفل قبل بلوغهم 15 سنة عام2006 , و الغريب في الأمر أن هذه الفئة من التلاميذ احتلت مراتب متأخرة في الاختبار الدولي للرياضيات عام 2003 في الوقت الذي تعرض فيه إطار معطل حاصل على دكتوراه في الرياضيات لتكسير أسنانه العلوية بسبب تدخلات عنيفة للقوات المساعدة قبالة البرلمان .ألا تعتبر عطالة الأطر العليا أحد أبرز أسباب الهدر المدرسي ؟ .. و ما هو الموقف المتوقع من تلميذ في بداية مشواره الدراسي يفتح مدونة من مدونات المعطلين التي تجسد آلامهم و معاناتهم و همومهم اليومية مع العطالة, أو يمر من شارع محمد الخامس ليرى الحاصلين على دبلوم دراسات عليا معمقة أو دكتوراه يتعرضون للضرب و التنكيل و تصل درجة القوة المستعملة ضدهم إلى حد إدماء الرؤوس و كأن الأمر يتعلق برسالة يراد تمريرها .. هل سيشعر المتعلمون بالأمان على مستقبلهم في ظل هذا الواقع, أم أن الإحباط و اليأس قد يرافقان مسارهم الدراسي و هم يرون النخب تتعرض للعاهات و الإعاقات جراء مطالبهم العادلة في التشغيلإذا كان تقرير البنك الدولي صفع السياسة التعليمية المتبعة بالمغرب , وجاء تقرير المجلس الأعلى للتعليم ليحسم في ضرورة إصلاح منظومة التعليم فما الذي سيبقى للأطر العليا المعطلة من مسؤولية تجاه عطالتها في ظل اعتراف تقرير المجلس الأعلى بالنقص المهول في مناصب الشغل بالقطاع نتيجة المغادرة الطوعية و التقاعد و النمو الديمغرافي, دون الحديث عن الجامعة التي تعاني من الاكتظاظ و نقص الأطر و عدم انفتاحها على برامج ترمم العلاقة بين سوق الشغل و أفواج الخريجين في ظل شح المناصب التي لا تتجاوز 16000 منصب شغل هذه السنةو هو ما عزز فشل ميثاق التربية و التكوين الذي ينص على " منح الأفراد فرصة اكتساب القيم و المعارف و المهارات التي تؤهلهم للاندماج في الحياة العملية" ليصدم الخريجون بمختلف تخصصاتهم بواقع مؤلم يجسده شارع محمد الخامسإن عطالة الأطر العليا جاءت نتيجة لتراكمات تتحملها الحكومات المتعاقبة , و لعل الاعتراف بفشل منظومة التعليم بالمغرب من خلال تقرير المجلس الأعلى للتعليم سيسمح بفتح هذا الورش بشكل تشاركي يستوعب كل الفاعلين بمن فيهم الأطر العليا المعطلة التي واكبت الكثير من عمليات الإصلاح و تحدت نقائصها و معوقاتها لتحصل على أعلى الشهادات العلمية رغم الكثير من العراقيل و التعثرات التي تعرفها البنية التحتية لقطاع التعليم تمويلا و تجهيزا و تأطيراإن ما تحاتجه الأطر العليا المعطلة لحل ملفها هو إرادة حقيقية و جادة من الحكومة والوفاء بالالتزامات الموقعة و البعد عن الحلول الترقيعية و منها المحاصصة في توظيف الموقعين على محضر 2 غشت و التي زادت من حدة الوضع , و تشغيل هذه الشريحة من المعطلين كفيل بتجاوز أخطر أنواع الهدر والمتمثل في هدر حاملي الشواهد العليا

ضفيري محمد عزالدين
عضو التنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة