Annonce

*** مبروك الادماج المباشر *** مبروك الادماج المباشر*** مبروك الادماج المباشر *** *** ***

jeudi 24 juillet 2008


لا داعي للتذكير بأن المغرب يعرف تراجعا اجتماعيا خطيرا ساهمت فيه عدة عوامل موضوعية وذاتية، ستنعكس سلبا على الفـآت العريضة من المجتمع المغربي، دون أن يستطيع أحد أن يتجرأ سياسيا وأخلاقيا للإعلان صراحة عن تحمل المسؤولية، فيما آلت إليه الأوضاع، ولن أكون أنانيا إذا ما استهدفت شريحة الشباب المغربي الذي تعتبر الأكثر تضررا من تعاقب السياسات والحكومات، رغم إقرار الجميع بدور الشباب في بناء المغرب، وأن تكون الكلمة كلمتهم. إن الشباب المغربي يعيش اليوم ظروف التهميش والإقصاء وآليات التفقير... ورغم كل هذا يجب أن تكون الكلمة كلمتهم، لأنه أقرب إلى روح العصر من الأحزاب والتنظيمات القائمة عندنا حاليا، والتي فشلت فشلا ذريعا في احتواء الشباب والتواصل بفئات المجتمع المغربي الأكثر قربا لروح العصر من غيرها.إن الذين لا يعتبرون أن الكلمة حاليا وجب أن تكون للشباب سيئون في نواياهم، لأنهم متشبثون بتلك الأساليب والمناهج التي دمرت حياة فئات واسعة من الشباب المغربي وأذاقتهم الذل، وأعاقت مساهمتهم الفعلية في تطور بلادهم عبر احتلالهم موقعا تحت شمسه.والشباب المغربي لا يطلب المستحيل، إنه لا يطلب إلا حرية التفكير بناءا على رغبته وإمكانية اختيار مستقبله، ونوع دراسته وطريقة تفكيره والسماح إليه لتحقيق النجاح الضروري الذي أضحى ضرورة واجبه في زمن التفوق، باعتبار أن اقتصاد الريع واستغلال المواقع والتمتع بالامتيازات، لا يمكنه تحقيق بلوغ مستوى عيش كريم لأغلب المغاربة، وهذا ما أكده التاريخ ولا يزال لحد الآن.فإذا كان شباب ستينيات وسبعينيات القرن الماضي عاشوا في الحرمان، وفي خوف دائم من السلطة ورجالاتها الأميين في أغلبيتهم، لذلك فرض عليهم أن يمارسوا الحرية في السرية والخفاء، مما ضيع على صفوتهم المشاركة في بناء مستقبل البلاد من أجل غد أفضل.لكن شباب اليوم، الذين هم أقرب إلى روح العصر من غيرهم، يعانون من أمر آخر، وهو عدم الشعور بأنهم يحتلون موقعا تحت شمس وطنهم في زمن كثر فيه الخطاب عن المساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون. وتصاعد هذا الشعور لدرجة أنه قضى على حياة فئات واسعة من الشباب المغربي أمضوا أجمل سنوات عمرهم مهمشين كليا، أحسن ما في عمر الإنسان بين 25 و35 سنة قضوها عالة على المجتمع، ولم يتمكنوا من المساهمة في بناء غد أفضل على الأقل لبلادهم ما دام أن الشروط لم تسعفهم على الزواج والتفكير في مستقبل أبنائهم. ومهما يكن من أمر فالكلمة بالمغرب يجب أن تكون كلمتهم قبل غيرهم أراد من أراد وكره من كره.وأخطر ما في الأمر اليوم، أن الشباب يعيش الحسرة ويتذوق المرارة لدرجة فقدان إحساسه بالانتماء، والتفكير في اللجوء الاجتماعي للبحث عن واقع غير الواقع المغربي الذي لم تسطع شمسه بعد. فما يحز في النفس ما نراه يوميا في شوارع العاصمة وأمام مرأى ومسمع كل الهيئات حزبية كانت أو نقابية أو حقوقية أو جمعوية أو إعلامية ما تتعرض له صفوة هذا الوطن من الشباب خاصة حاملي الشهادات العليا من قمع شرس وممنهج من قبل قوات الأمن، التي تلجأ إلى أساليب تتنافى وآدمية هؤلاء الشباب، دون الحديث عن الكلمات النابية التي تخدش الكرامة والحياء.أمام هذه المأساة الإنسانية لا يجد هؤلاء الشباب أحيانا من سبيل سوى التفكير واللجوء إلى أساليب خطيرة من قبيل رفع قارورات البنزين تهديدا بمحرقة جماعية تريحهم من واقع مظلم وجائر، والذي يذكرنا بانتهاكات الماضي الأليم.ما تزال الفرصة سانحة أمام القيمين على استمرار واستقرار هذا الوطن، لتدارك ما فات، ولتضميم جراح الشباب المغربي الذي تحدوه الرغبة في الاستقرار في بلده وخدمة وطنه، قناعة منه بمقولة "بلادي ولو جارت علي عزيزة
أقصبي موسى
عضو التنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة